هل يشكل اقتراح عاهرة لإجراء معاملة أو مبادرة رجل "بطلب السعر" جريمة جنائية؟
جدول المحتويات
يخرجهونغ كونغتخضع الأنشطة المتعلقة بالدعارة لقانون الجرائم (قانون الجرائم).الفصل 200 من قوانين هونج كونجتُنظّم اللوائح الدعارة بصرامة. ووفقًا لها، سواء استخدمت عاهرة لغةً إيحائيةً لطلب الجنس، أو استفسر رجلٌ عن الأسعار بنشاط، فقد يُشكّل ذلك جريمة.الجرائم الجنائيةوسوف نناقش فيما يلي بالتفصيل الأحكام القانونية ذات الصلة، والعناصر التي تشكل الجريمة، والعقوبات المحتملة، والطريقة التي يتعامل بها مجتمع هونج كونج ووكالات إنفاذ القانون مع مثل هذا السلوك، بهدف توفير خلفية قانونية شاملة وتحليل للوضع الحالي.

العواقب القانونية المترتبة على "طلب السعر" بشكل استباقي
في هونغ كونغ، قد يُعتبر استباق الرجل للاستعلام عن سعر أو تفاصيل الخدمات الجنسية التي تقدمها عاهرة "تحريضًا على فعل غير أخلاقي". حتى المحادثات البسيطة، كالسؤال عن "السعر" أو "ما هي الخدمات المتاحة"، قد تُشكل جريمة جنائية، لأن هذا السلوك يُعتبر نية لتسهيل أو تحريض على معاملة غير أخلاقية. يكمن سر هذا السلوك في "المبادرة"، أي أن الرجل يتواصل مع البغي ويعرب عن نيته في إتمام المعاملة، بدلًا من الاستجابة السلبية لتلميحاتها.
على سبيل المثال، في الشارع أو في أماكن محددة (مثل مناطق معينة في شام شوي بو أو ياو ما تي)، إذا اقترب رجل من امرأة تبدو امرأة وسألها عن الأسعار، يُمكن للشرطة تصنيف هذا السلوك على أنه غير قانوني بناءً على الظروف ومضمون المحادثة وشهادات الشهود. من المهم ملاحظة أن الادعاء لا يحتاج إلى إثبات حدوث معاملة بالفعل، بل فقط وجود نية للتحريض أو التحريض. لذلك، حتى لو لم تُنجز المعاملة في النهاية أو لم يُدفع أي مبلغ، فقد تُشكل أفعال الرجل جريمة.

المسؤولية القانونية للعاهرات اللاتي "يلمحن إلى صفقة"
من ناحية أخرى، يُخالف تلميح المرأة إلى توفر خدمات جنسية في الأماكن العامة، سواءً بالقول أو الفعل أو غيرهما، المادة 147 من قانون الجرائم. على سبيل المثال، يُحظر على البغايا جذب الزبائن في الشارع بعبارات مثل "هل ترغبين بالمجيء؟" أو كلمات مشفرة مشابهة، أو استخدام إيماءات استفزازية لإغراء المارة. تحدث هذه السلوكيات عادةً في مناطق مثل شام شوي بو وياو ما تي.
عند إنفاذ القانون، غالبًا ما تُجري الشرطة عمليات سرية أو مداهمات لتسجيل سلوك البغايا أو الزبائن كأدلة. إذا أُلقي القبض على نانان وثبت ممارستها للدعارة بتأشيرة سياحية، فقد تُواجه اتهامات هجرة إضافية. علاوة على ذلك، إذا تورط قاصر (دون سن السادسة عشرة) في الدعارة، تُشدد العقوبات، حيث تصل أقصى عقوبة إلى السجن عشر سنوات (المادة ١٣٥).

تحريض الآخرين على أغراض غير أخلاقية
وفقالفصل 200، قانون الجرائم الجنائيةالمادة 147لا يجوز التحريض أو التجوال في مكان عام، أو التحريض أو التجوال في مكان عام لغرض غير أخلاقي.
أقصى عقوبة لهذه الجريمة هي السجن لمدة ستة أشهر وغرامة قدرها 10 آلاف يوان.
"الأماكن العامة" هي:
- أي مكان يجوز للجمهور أو أي فئة من الجمهور، خلال فترة زمنية محددة، أو يكون لهم الحق في الدخول إليه، مقابل دفع مبلغ من المال أو غيره من الوسائل؛ و
- مكان لا يحق لأي فرد من أفراد الجمهور أو أي فئة من أفراد الجمهور الدخول إليه أو لا يُسمح له بذلك، ولكنه جزء مشترك من المبنى.
أوضح مثال على تحريض الآخرين لأغراض غير أخلاقية في الأماكن العامة هو عاهرة تستدرج الزبائن في الشارع، وتقدم لهم خدمات جنسية مقابل أجر. التفسير العام لـ "التحريض" هو طلب شيء ما. المطلوب هو المال، والمكافأة المعروضة هي ممارسة جنسية.

معايير تحديد الأغراض غير الأخلاقية
المعيار المُستخدم لتعريف "الغرض غير الأخلاقي" هو معيار الأخلاق في المجتمع الحديث. فالعاهرة التي تُغري الزبائن في مكان عام تُحرّض الآخرين على القيام بأغراض غير أخلاقية فيه. ويشمل "الغرض غير الأخلاقي" أيضًا سلوكيات أخرى، مثل اللواط، والفحش، والجماع.
تحديدًا، تنص المادة 147 على أنه يُحظر تحريض شخص آخر لغرض منافٍ للآداب في مكان عام أو في مكان يُرى فيه الجمهور، أو التسكع في مكان عام لغرض منافٍ للآداب. تشمل هذه السلوكيات تلميح البغايا إلى معاملات جنسية في الشارع من خلال الأقوال أو الأفعال، مثل استخدام كلمات سرية مثل "هل تريد المجيء أم لا" أو أسعار مثل "200 دولار". وبالمثل، إذا سأل رجل امرأة عن الأسعار، مثل السؤال عن سعر أو تفاصيل الخدمات الجنسية، فقد يُعتبر هذا السلوك أيضًا "تحريضًا على غرض منافٍ للآداب"، مما يُشكل جريمة.
أقصى عقوبة للجرائم المذكورة هي غرامة قدرها 10,000 دولار هونغ كونغي والسجن ستة أشهر. أما الجرائم الأشد خطورة، كالاعتماد عمدًا على دخل من دعارة شخص آخر (المادة 137)، فتصل العقوبة القصوى إلى السجن سبع سنوات. علاوة على ذلك، إذا دخلت عاهرة هونغ كونغ بتأشيرة سياحية لممارسة الدعارة، فقد تُخالف قانون الهجرة، وقد تُواجه عقوبة قصوى بالسجن عامين وغرامة قدرها 50,000 دولار هونغ كونغي.

الوضع الاجتماعي الحالي
تُطبّق شرطة هونغ كونغ إجراءات صارمة ضدّ الدعارة، وخاصةً الدعارة في الشوارع. ووفقًا لتقرير الوضع الأمني العام في هونغ كونغ لعام ٢٠٢٣، تُواصل الشرطة مكافحة الأنشطة الإجرامية، بما فيها الدعارة، وتتعاون مع مكتب التعليم لتعزيز التوعية بمنع الجريمة ومنع الشباب من الانخراط في أنشطة غير قانونية ذات صلة. ومع ذلك، وبسبب محدودية موارد الشرطة، وخاصةً بعد الاحتجاجات على قانون تسليم المجرمين، ازدادت الدعارة في بعض المناطق، لا سيما في أماكن تُعرف باسم "صالونات تصفيف الشعر الكلاسيكية".
المواقف العامة تجاه البغاء معقدة. فمن جهة، يرى البعض ضرورة تقنينه للحد من تأثير العصابات الإجرامية والجرائم المرتبطة به؛ ومن جهة أخرى، تُجرّم القوانين الحالية صراحةً التحريض العلني على البغاء، مما يعكس القيود الأخلاقية والقانونية المجتمعية المفروضة على هذه الأنشطة. كما أشارت منظمات مثل جمعية هونغ كونغ للثقافة الجنسية إلى أن تقنين البغاء قد لا يحل المشكلة، مستشهدةً بتجربة فيكتوريا في أستراليا، التي تشير إلى أن تقنينه قد يؤدي إلى مزيد من المشاكل الاجتماعية والأمنية.

ختاماً
في هونغ كونغ، يُحظر على الرجال الاستفسار عن الأسعار مسبقًا، أو على البغايا اقتراح معاملات جنسية، مما يُخالف المادة 147 من قانون الجرائم، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى غرامة قدرها 10,000 دولار هونغ كونغي والسجن ستة أشهر. لا تقتصر هذه الأفعال على المعاملات الفعلية، بل تشمل أيضًا أي نية لتسهيل أو التحريض على معاملات غير أخلاقية. تُكافح الشرطة هذه الأنشطة من خلال عمليات ودوريات سرية، بينما ينطوي النقاش العام حول البغاء على اعتبارات قانونية وأخلاقية واعتبارات تتعلق بالأمن العام.
قراءة إضافية: